من أنا؟

عمر غازي أنا مَن سَأَلْتُ الدَّرْبَ: مَنْ ذا ها هُنا؟ فأجابَنِي دَرْبٌ قَدِيمٌ شابَا أنا الطِّفْلُ، اسْتَعْجَلْتُ يَوْمًا فَرْحَتِي فَإِذَا الشَّبَابُ يُسَابِقُ الإِعْجَابَا وأنا الَّذِي شَبَّتْ جِرَاحِي فَجْأَةً بَيْنَ لَهْوٍ.. فارْتَقَى مُرْتَابَا أنا فِي الغِيَابِ ابْنُ البِلادِ، وَلَمْ أَزَلْ أَهْرُبُ إِلَى شَوْقٍ، وَأَتْرُكُ بَابَا إِنْ عُدْتُ هَارَبَنِي المَكَانُ، كَأَنَّنِي زَرْعٌ يَعُودُ، فَيَشْتَهِي الأَغْرَابَا فغفَوْتُ… ثُمَّ صَحَوْتُ والدُّنْيا كما كانتْ… ولكنْ في دِمَايَ عِتَابَا وأنا الَّذِي … Continue reading من أنا؟

عبادة الجماهير

عمر غازي في لحظة عابرة لا تُرى، رفع الشاب هاتفه ليلتقط صورة لوجبة لم يأكلها بعد، ثم كتب تعليقًا لم يشعر به، وأرفق هاشتاقًا لا علاقة له بالمكان، وفي مساء اليوم نفسه عاد إلى الشاشة لا ليقرأ، بل ليتحقق من أن أحدًا قد رآه، لم يكن جائعًا ولا ملهوفًا للكلمات، لكنه أراد أن يكون حاضرًا في عيون الآخرين، أن يُؤخذ رأيه، أن يُصفّق له أحد، … Continue reading عبادة الجماهير

‏‎شيكابالا.. وترجل الفارس

‏‎شيكابالا.. وترجل الفارس

عمر غازي يا منْ لمستَ المجدَ قبلَ ولادةٍ وسَبَقتَ من ركضوا إلى الراياتِ يا آيةً في الحُسنِ ما حاكتْ لها أنغامُ طيرِ الحلمِ في الغيماتِ ركضتْ خطاكَ فغارَ منكَ خصومُكَ وتأخّرَ التوفيقُ في الصرخاتِ سُودُ القلوبِ تحاملوا وتآمروا فتناقلوا حقدًا من القنواتِ وبقيتَ وحدكَ لا تبيعُ كرامةً وتردُّ ظلمَ الكيدِ باللمساتِ كم قيل: سقطَ! وما سقطتَ وإنما سقطتْ خطاهم في هوى الكلماتِ أنت ابنُ مصرَ، … Continue reading ‏‎شيكابالا.. وترجل الفارس

قناع الإيمان

عمر غازي في كل مجتمع يُقدّس المظهر ويخاف من الصدق، يصبح الدين أكثر ما يُستخدم وأقل ما يُمارس، وحين تتلبّس الأخلاق بالنصوص دون أن تمر بالقلب، يتحول الإيمان إلى أداء، والرحمة إلى خطاب، والصلاة إلى خلفية صوتية على لحن لا يشبهها، وليس غريبًا أن يقول حازم إمام، بتلقائية لاعب يعرف جمهور اللعبة أكثر من جمهور المنبر: “في ناس بتتكلم في الدين، وأول ما يدخلوا في … Continue reading قناع الإيمان

رسائل مموّلة

رسائل مموّلة

عمر غازي هل تنجح الحملة عندما تخدع الجمهور؟ وهل يقاس التأثير بعدد الظهور… أم بصدق الانطباع؟ ثم، من يربح أكثر: من يقول الحقيقة ويخسر المعلنين، أم من يبيع الجمهور قطعة دعائية مغلّفة بكلمات شخصية؟ وماذا لو عرف المتلقي لاحقًا أن كل ما سمعه، أو قرأه، أو شاركه، لم يكن أكثر من جزء من خطة تسويق مدفوعة؟ في عام 2021، نشرت مجموعة Edelman العالمية تقرير الثقة … Continue reading رسائل مموّلة

معضلة القنفذ

عمر غازي في شتاء أحد الأيام، لاحظ الفيلسوف الألماني شوبنهاور مشهدًا بسيطًا لقنافذ تحاول الاحتماء من البرد بالاقتراب من بعضها، لكنها كلما اقتربت أكثر وخزت بعضها البعض، فتعود لتبتعد ثم يشتد البرد فتعيد المحاولة ثم تعاود التراجع، هذا المشهد رغم بساطته تحوّل إلى استعارة فلسفية عميقة عن العلاقات البشرية، وعن التوازن الحرج بين القرب المؤلم والبعد القاتل، تلك اللحظة التي نرغب فيها بالدفء لكن نخشى … Continue reading معضلة القنفذ

في العيد

عمر غازي تأنّقَ ضوءُ الصبحِ… عاد مُبشّرًا كأنّ الندى أنشدَ القصيدةَ علنَا تزيّنتِ الأرواحُ قبلَ تبسُّمٍ حتى السرورُ تنفّسَ الزَّمَنَا وفي الضحكةِ الأولى اختبأتُ كأنّني أُخبّئُ طيفًا قد مضى منَّا أُجامِلُ وجهي في المرايا ضاحكًا وأسألُ ظلي: هل صدقتَ؟ أجبْنَا يصافحني الناسُ، وجهي يُضيءُ وفي القلبِ شيءٌ قديمٌ خفَنَا تُراقصني الذكرى، تمدُّ يدَها فأرقصُ معها… كي أخونَ الشجَنَا ويبدو العيدُ في عينيّ ضيفًا مُرهقًا يُجمّلُ … Continue reading في العيد

وجوه زائفة

عمر غازي في المجتمعات التي تُقدّس الصورة وتخشى الصدق، يصبح المجامل لبقًا، والصامت حكيمًا، والمنافق “ابن ناس”، فلا يُكافأ الوضوح بل يُخشى، ولا يُحتفى بالحقيقة بل تُؤجل والمشكلة ليست في النفاق وحده، بل في قبوله كضرورة، بل كفضيلة اجتماعية. أظهرت دراسة نشرتها جامعة الملك سعود عام 2022 أن 58% من المشاركين يرون أن المجاملة الاجتماعية جزء من “الذكاء الاجتماعي”، بينما أقر 36% أنهم قالوا عكس … Continue reading وجوه زائفة

صديقي الألم

صديقي الألم

عمر غازي أُحادثُ وجعي كأنّي أنا وصوتي من صمتهِ قد دنا أدلّلهُ كلّما ضاق بي كأنّي تعوّدتُ أن يمتحنا أعودُ إليه إذا ضاعَ دربي كأنّ الخطى فيه قد ائتَمنَا يجيءُ إليّ إذا غبتُ عنّي ويجلسُ في القلبِ مُطمئنًا سألتهُ: لمَ لا ترحلُ الآن؟ فقال: لأنكَ منّي… أنا فصِرنا رفيقين، ما عدتُ أهربْ ولا هو يُخفي بأنّي أنا ** إذا ما ابتسمتُ، تبسّمَ صمتي كأنَّ الأسى … Continue reading صديقي الألم

هو..

عمر غازي هو لا يجيءُ… ولكنَ ظلًّا يُوقِدُ يمضي… وتُخفي خطوتي ما أقصدُ ألقي عليهِ سُكونَ قلبي كلَّما عادَ المساءُ، وأورقَ المُتَوعِّدُ ما كنتُ أعلمُ: هل أنا مَنْ جاءَهُ أم أنّني شيءٌ بهِ يتجدَّدُ عيناهُ ليستْ في العيانِ، ولكنِ في كلِّ شيءٍ… لا يُقالُ… تُرْصَدُ في صوتهِ صمتُ البدايةِ مرّةً وبنفسِهِ، ما لا يُقالُ… يُنشَدُ يتقدَّمُ المعنى، وأمشي ساهِمًا فكأنني حرفٌ بهِ لا يُنشَدُ هو … Continue reading هو..