قناع الإيمان

عمر غازي في كل مجتمع يُقدّس المظهر ويخاف من الصدق، يصبح الدين أكثر ما يُستخدم وأقل ما يُمارس، وحين تتلبّس الأخلاق بالنصوص دون أن تمر بالقلب، يتحول الإيمان إلى أداء، والرحمة إلى خطاب، والصلاة إلى خلفية صوتية على لحن لا يشبهها، وليس غريبًا أن يقول حازم إمام، بتلقائية لاعب يعرف جمهور اللعبة أكثر من جمهور المنبر: “في ناس بتتكلم في الدين، وأول ما يدخلوا في … Continue reading قناع الإيمان

رسائل مموّلة

رسائل مموّلة

عمر غازي هل تنجح الحملة عندما تخدع الجمهور؟ وهل يقاس التأثير بعدد الظهور… أم بصدق الانطباع؟ ثم، من يربح أكثر: من يقول الحقيقة ويخسر المعلنين، أم من يبيع الجمهور قطعة دعائية مغلّفة بكلمات شخصية؟ وماذا لو عرف المتلقي لاحقًا أن كل ما سمعه، أو قرأه، أو شاركه، لم يكن أكثر من جزء من خطة تسويق مدفوعة؟ في عام 2021، نشرت مجموعة Edelman العالمية تقرير الثقة … Continue reading رسائل مموّلة

معضلة القنفذ

عمر غازي في شتاء أحد الأيام، لاحظ الفيلسوف الألماني شوبنهاور مشهدًا بسيطًا لقنافذ تحاول الاحتماء من البرد بالاقتراب من بعضها، لكنها كلما اقتربت أكثر وخزت بعضها البعض، فتعود لتبتعد ثم يشتد البرد فتعيد المحاولة ثم تعاود التراجع، هذا المشهد رغم بساطته تحوّل إلى استعارة فلسفية عميقة عن العلاقات البشرية، وعن التوازن الحرج بين القرب المؤلم والبعد القاتل، تلك اللحظة التي نرغب فيها بالدفء لكن نخشى … Continue reading معضلة القنفذ

في العيد

عمر غازي تأنّقَ ضوءُ الصبحِ… عاد مُبشّرًا كأنّ الندى أنشدَ القصيدةَ علنَا تزيّنتِ الأرواحُ قبلَ تبسُّمٍ حتى السرورُ تنفّسَ الزَّمَنَا وفي الضحكةِ الأولى اختبأتُ كأنّني أُخبّئُ طيفًا قد مضى منَّا أُجامِلُ وجهي في المرايا ضاحكًا وأسألُ ظلي: هل صدقتَ؟ أجبْنَا يصافحني الناسُ، وجهي يُضيءُ وفي القلبِ شيءٌ قديمٌ خفَنَا تُراقصني الذكرى، تمدُّ يدَها فأرقصُ معها… كي أخونَ الشجَنَا ويبدو العيدُ في عينيّ ضيفًا مُرهقًا يُجمّلُ … Continue reading في العيد

وجوه زائفة

عمر غازي في المجتمعات التي تُقدّس الصورة وتخشى الصدق، يصبح المجامل لبقًا، والصامت حكيمًا، والمنافق “ابن ناس”، فلا يُكافأ الوضوح بل يُخشى، ولا يُحتفى بالحقيقة بل تُؤجل والمشكلة ليست في النفاق وحده، بل في قبوله كضرورة، بل كفضيلة اجتماعية. أظهرت دراسة نشرتها جامعة الملك سعود عام 2022 أن 58% من المشاركين يرون أن المجاملة الاجتماعية جزء من “الذكاء الاجتماعي”، بينما أقر 36% أنهم قالوا عكس … Continue reading وجوه زائفة

صديقي الألم

صديقي الألم

عمر غازي أُحادثُ وجعي كأنّي أنا وصوتي من صمتهِ قد دنا أدلّلهُ كلّما ضاق بي كأنّي تعوّدتُ أن يمتحنا أعودُ إليه إذا ضاعَ دربي كأنّ الخطى فيه قد ائتَمنَا يجيءُ إليّ إذا غبتُ عنّي ويجلسُ في القلبِ مُطمئنًا سألتهُ: لمَ لا ترحلُ الآن؟ فقال: لأنكَ منّي… أنا فصِرنا رفيقين، ما عدتُ أهربْ ولا هو يُخفي بأنّي أنا ** إذا ما ابتسمتُ، تبسّمَ صمتي كأنَّ الأسى … Continue reading صديقي الألم

هو..

عمر غازي هو لا يجيءُ… ولكنَ ظلًّا يُوقِدُ يمضي… وتُخفي خطوتي ما أقصدُ ألقي عليهِ سُكونَ قلبي كلَّما عادَ المساءُ، وأورقَ المُتَوعِّدُ ما كنتُ أعلمُ: هل أنا مَنْ جاءَهُ أم أنّني شيءٌ بهِ يتجدَّدُ عيناهُ ليستْ في العيانِ، ولكنِ في كلِّ شيءٍ… لا يُقالُ… تُرْصَدُ في صوتهِ صمتُ البدايةِ مرّةً وبنفسِهِ، ما لا يُقالُ… يُنشَدُ يتقدَّمُ المعنى، وأمشي ساهِمًا فكأنني حرفٌ بهِ لا يُنشَدُ هو … Continue reading هو..

إحباط

عمر غازي في أحد الفصول الدراسية بجامعة تورنتو عام 2017، أجرى فريق من الباحثين تجربة نفسية على مجموعة من الطلاب، طُلب من بعضهم حل مسائل رياضية معقدة وسط تشجيع مستمر، وطُلب من البعض الآخر نفس المهام وسط تعليقات سلبية محبطة، النتيجة كانت أن المجموعة الثانية سجلت تراجعًا بنسبة 52% في الأداء، رغم أن قدراتهم المعرفية متقاربة. كأن الكلمات وحدها كانت كفيلة بتعطيل العقول. الإحباط لا … Continue reading إحباط

رُبَّما..

عُمر غازي رُبَّما لو سَلَكْتُ دربًا خَفِيًّا تغيَّرَ في داخلي ما استَقَرْ رُبَّما لو نَطَقْتُ، لانشقَّ صَمتي وأزهَرَ في مهجتي ما اندَثَرْ غيرَ أنّ الذي لم يَكُن صارَ ثِقْلًا يُلاحِقُني… كُلَّما أُختَبَرْ رأيتُهُ في ارتجافِ الزوايا وفي صَمتِ نافذةٍ تُعتَصَرْ وأدرَكتُ أنّي نَجَوْتُ بوجعي وأنَّ الرّجاءَ هو المُستَتِرْ إذا قُلتُ: ها الضَّوْءُ… صاحَ الظَّلامُ وقالَ: تأخّرتَ… فاحْتَضِرْ وإن رَفْرَفَتْ بي ظُنونُ النَّجاةِ أغرَقَتني رياحُ الحَذَرْ … Continue reading رُبَّما..

حين أفل الحلم❗

عمر غازي في مرافئِ عمري طيفُك ارتحلَ كأنّما الحُلمُ في عينيَّ قد اكتملَ أمضي وأسألُ هائمًا: أين كنّا ولم؟ ضاعت خُطايَ، وهذا الدربُ ما وصلَ كنّا نُخبّئُ في النوافذِ موعدًا والصبحُ أقبلَ… ثم أغمضَ وانسدلَ فمضيتَ والأنفاسُ كانت شاهدًا أنَّ الهوى مرَّ… ارتوى… ثم انقتلَ قد كان صوتُك في الدروبِ بشارةً واليومَ حتى الصمتُ في قلبي خجلَ يا من بعينكَ كان قلبي موطني واليومَ لا … Continue reading حين أفل الحلم❗