من أنا؟

عمر غازي

أنا مَن سَأَلْتُ الدَّرْبَ: مَنْ ذا ها هُنا؟
فأجابَنِي دَرْبٌ قَدِيمٌ شابَا

أنا الطِّفْلُ، اسْتَعْجَلْتُ يَوْمًا فَرْحَتِي
فَإِذَا الشَّبَابُ يُسَابِقُ الإِعْجَابَا

وأنا الَّذِي شَبَّتْ جِرَاحِي فَجْأَةً
بَيْنَ لَهْوٍ.. فارْتَقَى مُرْتَابَا

أنا فِي الغِيَابِ ابْنُ البِلادِ، وَلَمْ أَزَلْ
أَهْرُبُ إِلَى شَوْقٍ، وَأَتْرُكُ بَابَا

إِنْ عُدْتُ هَارَبَنِي المَكَانُ، كَأَنَّنِي
زَرْعٌ يَعُودُ، فَيَشْتَهِي الأَغْرَابَا

فغفَوْتُ… ثُمَّ صَحَوْتُ والدُّنْيا كما
كانتْ… ولكنْ في دِمَايَ عِتَابَا

وأنا الَّذِي هَرِمَتْ خُطَاهُ بِرِحْلَةٍ
فِي رِيعِ عُمْرٍ، لَمْ يَزَلْ جَذَّابَا

أنا مَن أَتَى لِلأَرْبَعِينَ مُسَائِلًا
عَنْ سِرِّهِ… عَنْ عِلْمِهِ المُرْتَابَا

كُلَّمَا ادَّعَيْتُ بِأَنَّنِي أَدْرِي، بَدَا
لِي أَنَّنِي لِلْجَهْلِ كُنْتُ كِتَابَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *