عمر غازي
يا منْ لمستَ المجدَ قبلَ ولادةٍ
وسَبَقتَ من ركضوا إلى الراياتِ
يا آيةً في الحُسنِ ما حاكتْ لها
أنغامُ طيرِ الحلمِ في الغيماتِ
ركضتْ خطاكَ فغارَ منكَ خصومُكَ
وتأخّرَ التوفيقُ في الصرخاتِ
سُودُ القلوبِ تحاملوا وتآمروا
فتناقلوا حقدًا من القنواتِ
وبقيتَ وحدكَ لا تبيعُ كرامةً
وتردُّ ظلمَ الكيدِ باللمساتِ
كم قيل: سقطَ! وما سقطتَ وإنما
سقطتْ خطاهم في هوى الكلماتِ
أنت ابنُ مصرَ، وإن قسا وجدانُها
ما لانَ سهمك في يدِ العثراتِ
ولدتُ حلمًا فاستباحوا ظلَّهُ
ومضيتُ وحدك في دروبِ شتاتِ
إنّ المواهبَ لا تُمَسُّ بغيظِهم
لكنْ يذوبُ الحقدُ في النّظراتِ
واليومَ ترحلُ والكبارُ وقوفُهم
نُبلُ الوداعِ وصمتُهم دمعاتِ
يبقى السؤالُ على الزمانِ معلّقًا:
من مثلُهُ في سحرهِ واللّمساتِ؟