أنا.. من هناك!

عمر غازي أنا من هناكَ… من الضِّياءِ المُضْمَرِ من ضفّةِ النيلِ العتيقِ الأنضرِ من حيثُ يبكي الضوءُ خلفَ نوافذٍ نامَتْ على كتفِ الزمانِ المقهَرِ فيها الحكاياتُ التي خَبّأتُها وفيها حنينُ العابرينَ بخاطري فيها الشوارعُ ما تزالُ تبوحُ لي برجاءِ أمٍّ… أو ضجيجِ مُسفَرِ فيها أبي… يُلقي السلامَ على المدى وعلى الندى… ترتاحُ كفُّ الأنهرِ أنا من المنصورة… بلدتي مشهورةٌ بالدفءِ، بالعطرِ الجميلِ الأنورِ والكتبُ كانت … Continue reading أنا.. من هناك!

وفيكِ ارتحالي

عمر غازي رأيتُكِ حلمًا على ضوءِ موجٍ ينامُ، كأنّكِ فجرٌ يُداعبُ قلبَ الغمامْ تناثرتِ فيّ.. كأنّ النسيمَ اشتهاكِ، وصارَ يُلملمُ أنفاسيَ المُغرمَاتْ تبعثرَ صوتي، وسالت خُطايَ انتظارًا، أما زالَ عطرُ الليالي يُضيءُ الجهاتِ؟ أحبّكِ.. لا تسألي كيفَ جاءَ اشتياقي، ففيكِ ارتحالي، وفيكِ سُكونُ الحيَاةِ إذا ضاقَ صدري.. أعودُ إليكِ اعتذارًا، فأنتِ الأمانُ، ومرفأُ كلِّ السُباتِ وإن مرّ عمري غريبًا على كل أرضٍ، فعيناكِ تبقى.. ملاجئ … Continue reading وفيكِ ارتحالي

ظل الوقار

عمر غازي كان المدى يمشي إليه وينحني والوقت يفرشُ حولَهُ ما يُؤثَرُ إذا قالَ حرفًا، كانَ صوتُهُ يمشي، ويحملُ في المدى ما يُذكَرُ لم يكنْ ملكًا… ولكن ظلَّهُ في كلّ بابٍ كان يُطرقُ يُنظَرُ والدهرُ يكتبُ في الصحائفِ مجدَهُ والصمتُ من حولِ الوقارِ يُجمهرُ لكنّهُ حينَ السّتائرَ أُسْدِلَتْ أوجاعُهُ خُبِّئَتْ، ولم يقُلْ ما يُذكَرُ صارت ملامحُهُ كوجهٍ نائمٍ والضوءُ مثلَ مواسمٍ لا تُزهِرُ غابتْ ملامحُهُ… … Continue reading ظل الوقار

وتميلُ نحوي كالضّياءِ الأوّلِ

عمر غازي ما خلتُ وجهَكِ في الزّمانِ يُمثّلُ هوَ في الجمالِ كأنّهُ المتفرّدُ عينانِ… لا يَسري إليهما كَرىً فكأنّ في جفنَيهما… يتَوقّدُ وشفاهُها خمرٌ تُجرَّدُ من دمي إنْ داعبتْ قلبي… يذوبُ ويُورِدُ تمشي، كأنَّ الأرضَ ترقصُ خَلفَها والزهر على الخُطا يتجوَّدُ والخصرُ… ما بينَ الرياحِ وغمزةٍ يتمايلُ الفجرُ الطروبُ ويَسجُدُ هل جئتِ من لغزِ الحكاياتِ التي تُروى، وتُنسى… ثم تُستَستَجَدُ؟ أم أنتِ سِرٌّ من حروفِ … Continue reading وتميلُ نحوي كالضّياءِ الأوّلِ

تعالي

عمر غازي تعالي نخبّي المرايا… ونسهر فما عاد فيّ احتياجٌ لوجهي تعالي كأنكِ صوتُ المطرْ على نافذاتي… على جرحِ دربي تعالي ولا تسأليني لماذا تأخّرتُ عنكِ، وعُدتُ بنبضي فكلُّ الحكايا التي خَبّأتُها لكِ تبعثرتْ… ثمّ ضاعتْ على بابِ صمتي تعالي… فكلُّ الأماكن صمتٌ إذا لم تكوني، إذا لم تُمري أنا لم أعِشْ قبلك هذا الحنينِ ولا قلتُ يومًا… لغيركِ شعري تعالي… فقلبي أتعبه سكوتي وتمادى … Continue reading تعالي

ربما

عمر غازي ربما لو اخترت طريقًا مختلفًا صباح ذلك اليوم، لتغيّرت حياتك كلها، وربما لو قلت تلك الكلمة بدلًا من أن تصمت، لنجوت من خسارة أدمت قلبك لسنوات. وربما، فقط ربما، لا شيء من ذلك كان ليُحدث فرقًا. يعيش الإنسان بين احتمالين، أحدهما حدث، والآخر لم يحدث، لكنه يطارده كظلٍّ مراوغ. نحن نعيش في “ربما” أكثر مما نعيش في الواقع، نتغذى على فرضياتٍ لم تُختبر، … Continue reading ربما

المنصورة.. عاصمة السياحة العلاجية

عمر غازي في قلب دلتا النيل، حيث تختلط عراقة التاريخ بنبض العلم، ترقد مدينة كان قدرها أن تكون شيئًا أكبر مما تخيله لها الجغرافيا، المنصورة، المدينة التي احتضنت أول كلية طب في صعيد الدلتا، وصنعت لنفسها اسمًا لامعًا في مجال الطب والعلاج عبر عقود من الزمن، لا تحتاج اليوم إلى بداية جديدة، بل تحتاج فقط إلى أن تؤمن بما تمتلكه، لتعلن للعالم أنها عاصمة السياحة … Continue reading المنصورة.. عاصمة السياحة العلاجية

التافه يفوز

عمر غازي في عام 2015، رفضت إحدى أشهر الجامعات الأوروبية منح تمويل لأحد أهم الباحثين في علم الأعصاب، رغم أن بحثه كان مرشحًا لجائزة نوبل، بينما مُنحت نفس المنحة لمشروع تجميلي تديره مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، كان عنوانه الأبرز: “أثر أدوات التجميل على الثقة بالنفس”، وهذه الحادثة لم تكن مجرد مفارقة بيروقراطية، بل تعكس خللاً عميقًا في الأولويات: حين تُحتقر العقول ويُحتفى بالمظاهر، تسقط … Continue reading التافه يفوز

العيش في الماضي

عمر غازي في دراسة نشرتها جامعة كامبريدج عام 2019، أُجريت على أكثر من 2000 شخص من مختلف الفئات العمرية، تبين أن الأشخاص الذين يتمسكون بذكريات الماضي كمرجع رئيسي في حياتهم اليومية، يعانون من مستويات أعلى بنسبة 40% من القلق والاكتئاب مقارنة بمن يوجهون تركيزهم نحو الحاضر والمستقبل، لم تكن المشكلة في الذكريات نفسها، بل في الاستسلام لها وكأنها كانت أجمل ما سيحدث في الحياة، وما … Continue reading العيش في الماضي

الجيوب الأنفية.. الرفيق المزعج

عمر غازي لا شيء يبدو خطيرًا حين تبدأ الحكاية باحتقان بسيط في الأنف، صداع خفيف، أو شعور غامض بثقل خلف العينين، لكن تحت هذه الأعراض المألوفة قد تكمن معاناة لا يُقدّرها إلا من عاشها، فالجيوب الأنفية ليست مجرد تجويفات عظمية في الرأس، بل لغز طبي يربك الأطباء أحيانًا، ويتلاعب بجودة حياة ملايين البشر بصمتٍ خادع، كقاتل يبتسم بينما يخنق ضحيته ببطء كل يوما ويتركها عندما … Continue reading الجيوب الأنفية.. الرفيق المزعج