عمر غازي
أنا من هناكَ… من الضِّياءِ المُضْمَرِ
من ضفّةِ النيلِ العتيقِ الأنضرِ
من حيثُ يبكي الضوءُ خلفَ نوافذٍ
نامَتْ على كتفِ الزمانِ المقهَرِ
فيها الحكاياتُ التي خَبّأتُها
وفيها حنينُ العابرينَ بخاطري
فيها الشوارعُ ما تزالُ تبوحُ لي
برجاءِ أمٍّ… أو ضجيجِ مُسفَرِ
فيها أبي… يُلقي السلامَ على المدى
وعلى الندى… ترتاحُ كفُّ الأنهرِ
أنا من المنصورة… بلدتي مشهورةٌ
بالدفءِ، بالعطرِ الجميلِ الأنورِ
والكتبُ كانت في يديَّ مسافرًا
تهبُ القصيدةَ في السكوتِ وتزهرِ
ما زلتُ أذكرُ جدولاً في غربتي
يسقي حروفي من حنينٍ أخضرِ
المنصُورةُ الحبُّ القديمُ، فإن غَفَتْ
نامَ الزمانُ… على يديها الأعطرِ