ظل الوقار

عمر غازي

كان المدى يمشي إليه وينحني
والوقت يفرشُ حولَهُ ما يُؤثَرُ

إذا قالَ حرفًا، كانَ صوتُهُ
يمشي، ويحملُ في المدى ما يُذكَرُ

لم يكنْ ملكًا… ولكن ظلَّهُ
في كلّ بابٍ كان يُطرقُ يُنظَرُ

والدهرُ يكتبُ في الصحائفِ مجدَهُ
والصمتُ من حولِ الوقارِ يُجمهرُ

لكنّهُ حينَ السّتائرَ أُسْدِلَتْ
أوجاعُهُ خُبِّئَتْ، ولم يقُلْ ما يُذكَرُ

صارت ملامحُهُ كوجهٍ نائمٍ
والضوءُ مثلَ مواسمٍ لا تُزهِرُ

غابتْ ملامحُهُ… كأنّ نداءَهُ
ضاعَ الصدى فيهِ، ولم يُستبصرُ

وبقيتُ أسألُ: هل مررتَ، أم انطوى
وجهُ الزمانِ، وصار يُخفي ويُنكرُ؟

لم تبكِه الطرقاتُ، لم تنحنِ الأشجار
حتى المدى… صارتْ خطاهُ تتنكّرُ

كان الوقارُ يجيءُ منهُ، وما انحنى
لكنَّ هذا الدهرَ صارَ يُدبِّرُ

يا من يقيسُ المجدَ بالظلِّ الذي
تتركهُ الليالي… كم تتحيّرُ

لم يُذكروهُ… لأنّهم لم يفهموا
أنّ السكوتَ… هو الذي لا يُنكرُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *