الاتصال الفعال.. كيف تتحول الأزمة إلى فرصة؟
عمر غازي
“من رحم الأزمات تولد الفرص” ربما مرت عليك هذه المقولة في هذه الأيام، وربما رددها بعضنا من باب “تفاءلوا بالخير تجدوه”، ولكن الواقع في عالم الاتصال والعلاقات العامة يؤكد صحة هذه المقولة تماماً بل هي أحد الأهداف الرئيسية لإدارة الأزمة، وأحد أصدق المؤشرات على نجاحها، ونعيش اليوم في عصر الأزمة في ظل فيروس كورونا، فلم تعد الأزمة على سبيل المثال مقتصرة على القطاع الصحي، أو الجهات السياسية التي تعاني من فوضى الشائعات التي تضر بالصالح العام، بل إن معظم القطاعات باتت معنية بالأزمة كمسؤولية اجتماعية من جهة، ومن جهة أخرى امتدت تأثيرات الأزمة نفسها لتؤثر في أنشطة العمل، كنشاط اقتصادي، أو خدمي، مما يستوجب خطط اتصالية جديدة لمواجهتها سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي, داخل المنظمة نفسها للتكيف مع هذا الوضع الجديد والحد من تبعاته السلبية، والعبور إلى بر الأمان، ولكن عمليًا لا يبدو التطبيق بهذه البساطة فثمة خطوات لابد منها لتحقيق النتائج المرجوة اتصاليًا على النحو التالي:
- الاعتراف بالأزمة سريعًا، والتعامل معها على أنها أزمة، ووضع السيناريوهات والاستراتيجيات المناسبة لمواجهتها.
- التفكير في رسائل اتصالية جديدة، ربما تكون بعيدة كل البعد عن استراتيجية العمل المتبعة فالتفكير خارج الصندوق يساعد على فتح آفاق جديدة للإبداع والمعالجة.
- توسيع دائرة الفئات المستهدفة، فربما تكون المنظمة في الوقت الراهن لن تستفيد من هذه الفئات الجديدة، ولكن الحاجة لاستقطابهم مهمة لسببين الأول أن العمل وفق استراتيجية المسؤوليية الاجتماعية في الوقت الراهن يحتم الوصول إلى شرائح جديدة لمواجهة أزمة كورونا التي تطال الجميع، والثاني أنه بعد انتهاء الأزمة العامة ربما يشهد القطاع التي تنتمي له المنظمة ككل تغييرات جوهرية من ناحية الخدمات والمنتجات تستوجب معها فتح آفاق جديدة لفئات جديدة.
- التعامل مع الأزمة اتصاليًا بشكل فعال وفق خطة تحد من أثارها سينعكس إيجابيًا على العاملين في المنظمة ككل من ناحيتين الأولى الاطمئنان إلى إدارك المنظمة، وزيادة الثقة فيها كونها تعمل على تلافي الخسائر والخروج بأفضل الحلول والممارسات لضمان استمرارها بشكل صحيح، والثانية هو استشعار العاملين للمسؤولية والتماهي في العمل وفق الخطة الموضوعة نظراً لإحساسهم بعدم تقاعس المنظمة التي ينتمون إليها أو تخليها عن أداء دورها.
وأخيراً، من المهم جداً في حالة السيولة التي نمر بها من المعالجات المختلفة والمتنوعة، أن ننظر إلى التجارب المختلفة على أنها دروس تطبيقية وأن نقوم برصدها وتقييمها بشكل مستمر والاستفادة منها في تعزيز التجربة الخاصة بنا كمتخصصين أو ممارسين للاتصال والعلاقات العامة.
نقلا عن نشرة elleven العدد الرابع