عمر غازي
كغيرها من المهن تتمتع العلاقات العامة بخصائص مهنية تميزها، وتفرض على العاملين فيها التمتع بسمات وصفات معينة، بالإضافة إلى حاجتهم للتدريب المهني العملي والنظري على نحو مستمر لتحقيق هذه المتطلبات.
وتزداد أهمية العلاقات العامة على الصعيد المهني بوصفها مهنة ضرورية لكافة القطاعات على اختلافها وتنوعها، بالإضافة إلى أن العلاقات العامة باتت مجالاً يتسارع الاعتماد عليه في كافة جوانب الإدارة الحديثة، نتيجة عوامل عديدة يمكن تلخيصها في الآتي:
الأول: التغيرات السريعة التي نعيشها في هذا العصر، خصوصًا مع زيادة وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وتطور العملية الاتصالية انطلاقًا من اعتمادها اللامحدود على وسائل التقنية الحديثة، ما يجعل العلاقات العامة ضرورة لملاحقة هذا التغيير بشكل ممنهج ومدروس يصب في مصلحة المنظمة.
الثاني: اتساع الرقعة الجماهيرية، وزيادة أعداد المؤسسات الحكومية والخاصة، فكلما ازداد حجم الجماعة زادت المنافسة وازدادت مهام مهنة العلاقات العامة تعقيدًا وزادت أهميتها في المجتمع.
الثالث: التأثير الكبير الذي تتركه ممارسة العلاقات العامة، على الصعيد المحلي والعالمي، نظرًا لأن ممارسي العلاقات العامة يحتكون بملايين البشر، ويؤثرون فيهم وفي قراراتهم وطريقة تفكيرهم وتعاطيهم مع بعض الأمور.
الرابع: النماذج الناجحة للممارسات المهنية المرتبطة بالعلاقات العامة، حيث ساعدت مهنة العلاقات العامة الكثير من المنظمات والمؤسسات من تحقيق أهدافها وجني أرباح طائلة من خلال تحسين صورتها الذهنية، أو بناء الصورة الذهنية الصحيحة، والتغلب على الأزمات الاتصالية، وإعادة الثقة بين الجمهور والمنظمة.
الوإذا كانت الأهمية المهنية للعلاقات العامة تبرز بشكل كبير من خلال نجاح ممارسي العلاقات العامة في رسم الاستراتيجيات والخطط التي تمكنهم من بناء الصورة الذهنية للمؤسسة التي ينتمون إليها، فإن من الأهمية بمكان أيضًا الوقوف على الصورة الذهنية لمهنة العلاقات العامة لدى ممارسيها، خصوصًا مع تزايد العاملين في مجال العلاقات العامة، واختلاف الأجيال بين الممارسين، وكذلك اختلاف الخلفيات للممارسين بين الخلفية الأكاديمية والخلفية العملية، وهو ما يحتاج دراسات متعمقة من جهة، ومن جهة أخرى المزيد من المساحة الإعلامية والنقاشات المتخصصة لمجتمع العاملين في العلاقات العامة حول طبيعة وظروف مهنتهم، وهذه النقاشات والدراسات بطبيعة الحال ستساعد كثيرًا في فهم طبيعة إدراكهم لمهنتهم، وبالتالي توظيفها في تحسين أداء ممارسي العلاقات العامة.