عمر غازي
الحياة والموت، كلمتان متضادتان في معناهما، ولكنهما يمثلان نهاية وبداية الرحلة.. فرغم تضادهما، فإن الحياة والموت متوازيان في نواح كثيرة، وهذا ما أطلق عليه اسم “الرحلة المتوازية”.
الحياة، تلك الفترة الزمنية القصيرة التي نقضيها في محاولة البحث عن الهدف، السعادة، الحب، والراحة، ومن ثم نكافح من أجل الحفاظ عليها. نمر بمراحل مختلفة، نتعلم، ننمو، نحب ونكره، نسعى ونحقق أحلامنا، وفي كل هذه المراحل، نواجه التحديات والصعاب التي تذكرنا بقيمة الحياة والجهود التي نبذلها للبقاء.
والموت، هو الرحيل النهائي، السكون الأبدي لحياتنا الدنيا، الرحلة الأخيرة التي لا رجعة فيها. يمكن أن يكون مخيفًا بالنسبة لبعضنا، ولكنه جزء لا يتجزأ من الوجود.. فالموت يذكرنا بأن الحياة ليست أبدية، وأن لكل بداية نهاية.
لكن الحقيقة هي أن الحياة والموت ليستا مجرد نهايتين متضادتين، بل هما جزءين من نفس العملية، نفس الرحلة. تبدأ الرحلة بالحياة، حيث نتنفس، نتعلم، نحب، نبتسم، نبكي، ونعيش. وتنتهي الرحلة بالموت، حيث نغادر الحياة وندخل في عالم الحياة الآخرة.
الرحلة من الحياة إلى الموت ليست فقط رحلة من الوجود إلى العدم، بل هي أيضًا رحلة من الفناء إلى الخلود، من المحدود إلى الأبدية. الحياة والموت ليستا متناقضتين، بل هما متوازيتين، كما في الرحلة المتوازية.
الحياة والموت ليسا سوى مراحل مختلفة من نفس الرحلة، رحلة الوجود، بغض النظر عن مدى طول الرحلة، أو مدى صعوبتها، فإن الهدف النهائي يظل هو نفسه؛ فلنستعد بالحياة للموت، ونستعد بالموت للحياة الآخرة.
المصدر: الترند العربي