عمر غازي
كل مدينة لها شخصيتها الفريدة، والمنصورة ليست استثناء. ولكن ليس هذا ما أعنيه، فالمنصورة بالنسبة لي تحمل شيئًا مختلفِا.
قضيت في المنصورة أول 11 عاما من حياتي فقط، ولم تتجاوز بعد ذلك أي فترة قضيتها فيها أكثر من بضع أشهر متصلة، ورغم أن الزمن قد مضى بسرعة، فإنه لم يستطع أن يمحو الحنين الذي أشعر به تجاهها، متمثلًا قول القائل: ما الحب إلا للحبيب الأول.
في المنصورة، عرفت الحياة لأول مرة، الحياة البكر التي استنشقتها في أروقتها وأزقتها، تلك الحياة التي علمتني أن السعادة تكمن في الأشياء البسيطة، وأن الجمال يمكن أن يكون عندما توجد الذكريات والجذور.
أحب المنصورة لأنها تذكرني بالبساطة. تذكرني بالطفولة البريئة، والابتسامات الصادقة، والهموم الواهية. تذكرني بصوت جدتي ولمساتها الحنونة، ودفء العائلة الممتدة، والانتماء.
لذا، حتى وإن كانت المسافات تفصلني عن المنصورة، وإن جربت العيش في مدن ودول عديدة، فإن قلبي لا يزال ينبض بحبها، وروحي لا تزال تطير نحوها. فالمنصورة ليست مجرد مدينة تسكنني بل مدينة تسكن فيّ.