عمر غازي
لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي تسهل علينا التواصل مع الآخرين ومتابعة أحبائنا، وأصدقائنا، وأعمالنا، كما تعرض علينا مجموعة متنوعة من المعلومات التي توسع مداركنا. ومع كل ما لهذه الوسائل من إيجابيات عديدة، إلا أن لها أيضا سلبيات لا يمكن إغفالها، والتي تؤثر بشكل مباشر على قيمنا الثقافية وتقاليدنا الاجتماعية.
من أبرز الآثار السلبية التركيز على الذات والتكلف الزائد، بمقابل تحول حقيقي نحو الفردنة وضعف الروابط الإنسانية الأصيلة. فعصر وسائل التواصل هذا جعل الانفتاح على الآخرين انفتاحًا افتراضيًا لا حقيقيًا. كما أدى استخدام هذه الوسائل بشكل مفرط إلى ظهور مظاهر سلبية لدى البعض مثل العزلة والإدمان التكنولوجي، والتي تتناقض مع قيم التواصل والتفاعل الاجتماعي.
من ناحية أخرى، فإن سهولة نشر المعلومات عبر هذه الوسائل أدى إلى تضخم في كم المعلومات، وصعوبة التمييز بين المفيد منها وغير المفيد، كما ساهم في انتشار بعض السلوكيات السلبية كالتشهير ونشر الإشاعات والأخبار المضللة. هذا فضلا عن ما قد تتعرض له اللغة من تأثيرات سلبية نتيجة لهيمنة اللغة الإنجليزية على معظم وسائل التواصل.
ما يجب التأكيد عليه أن أي أداة تقنية لا يمكن أن تكون سيئة بحد ذاتها، بل يتوقف ذلك على كيفية استخدامنا لها. لذا، علينا استخدام وسائل التواصل بمسؤولية ووعي حتى نستفيد من مميزاتها الكثيرة، مع الحفاظ على هويتنا الثقافية وقيمنا الأصيلة.
المصدر: الترند العربي