مراجعة كتاب “أسرار للنشر”
بقلم: عبدالغفور الخرازي
📘 اسم الكتاب: أسرار للنشر
✍ تأليف: عمر غازي
📂 التصنيف: فكري
🔖 العنوان: جذاب ومناسب للمحتوى
📖 المقدمة: جاءت مقدمة الكتاب مقتضبة بسيطة أوضح من خلالها الكاتب أنه على الإنسان أن يقف على تجارب الاخرين للنهل منها فيرسم طريقه من أجل الوصول إلى مبتغاه وتحقيق مراده دون أي عراقيل تذكر، فتجربة الآخرين مرآة نرى فيها أنفسنا.
📝 أسلوب الكاتب: أسلوب سهل وجميل، يعرض أفكاره بطريقة سلسة واضحة.
📚 الأفكار الرئيسية:
يقع كتاب أسرار للنشر في ثلاث فصول أساسية:
الفصل الأول: هموم حياتية
إن حياة لا تُمْتَحَنُ فيها ليست جديرة بالعيش كما قال سقراط، ولا شك أننا في الحياة نعيش بعض الهموم، والخروج من دوامة تلك الهموم لا تكون إلا عن طريق ناصح يخبرك بِسِرٍّ يَنْقُلك من المتاهة إلى الحقيقة، فمن المؤكد أن الغيور والحقود والمتشائم والمتطلب لن يفعل معك ذلك وسيدعك تغرق في مستنقعك، هذا ما يحاول عمر غازي أن يشير به عليك في هذا الفصل، فهو يزيح العشم عن عينيك ويرسم لك الطريق للوصول إلى بر الأمان، يُعَلِّمُك أن الخبرة كنز ثمين ينبغي عليك الإغتراف من بحره، ويخبرك أن الاختلاف سر النجاح فكن أنت ولا تكن نسخا مكررة. قم برعاية ذاتك وتصالح معها، امتلك شخصية قوية عنوانها التوكل والثقة بالنفس والإقدام دون تردد، واسعى لتحقيق السعادة فالقناعة باب الوصول إليها، أما النجاح فذلك وجه آخر للسعادة يجب عليك امتلاك مفاتيحه وأولها التسلح بالرضا والقناعة، هذه أسرار وغيرها ينثرها الكاتب هنا وهناك لإزالة الغشاوة عن الأعين.
الفصل الثاني: المجتمع والناس
المجتمع فضاء يتلاقى فيه الناس، وبيئة خصبة لتبادل التجارب الشخصية والمهنية، فهو معمل صناعة الخبرات وتلقي النصائح من أشخاص متعددين، هذه البيئة التفاعلية تغيرت بفعل الانتقال من ما هو واقع إلى افتراضي، فأضحت العلاقات والروابط هشة، وأمسى التعبير عن رأيك في مسألة ما عبر صفحتك أو حسابك الفيس بوكي أمر قد ينهي علاقتك ببعض الأصدقاء، فقط لأن رأيك جانب رأيهم وقد يتهجمون عليك، فينهي العالم الافتراضي ما بناه العالم الواقعي، بل قد تكسب أعداء لا لشيء سوى أنك لست مناصرا لهم وترى غير الذي يرون، أو ذهبت مذهبا لا يحبونه.
يُعَقِّبُ الكاتب على ظاهرة آخِذَت في الانتشار سريعا وسماها بـ”صناعة التأثير” وفحوى ذلك أن العالم الافتراضي أصبح اليوم قِبْلَة لمن يَعْتَبِرون أنفسهم مؤثرين، يتبعهم الملايين من الأشخاص فقط لأنهم فعلوا كذا وكذا …يقارن بين صناعة المؤثر بين الأمس واليوم، مؤثر اليوم الذي لا يشترط فيه أن يكون ذوو فكر أو مشروع فكري. بل يكفي أن يكون لديه حلم صغير ويقتنص الفرص المناسبة لينضم لمجتمع المؤثرين.
الفصل الثالث: الفكر والسياسة
للفكر والسياسة ارتباط وثيق جدا، لأنه لكي تصبح سياسيا محنكا عليك أن تحمل هموما فكرية كبيرة وقضايا كبرى لتعالجها سياسيا، هنا يَنْصَحك عمر غازي بألا ترتكب نفس الخطأ الذي وقع فيه، وهو الاندفاعية في عنفوان الشباب، الانخراط بدافعية وحماسية في العمل السياسي في سن مبكرة، لأن من شأنه ذلك أن يوقعك في أخطاء عديدة تجعلك تراجع قراراتك فيما بعد، بل فَكِّر في مستقبلك وسير في درب الابداع والتميز ، وحقق ذاتك مهنيا وشخصيا.
في هذا الفصل يَهْدِمُ عمر غازي حوائط التراث بِمِعْوَلِهِ الفكري، يعري عن الكثير من الأشياء التراثية التي أضحت من المسلمات التي تعيق تقدم الفرد وتطوره، تقف حاجزا أمام طموحاته وأحلامه، تأرقه وتجني عليه كثيرا سواء تعلق الأمر بالزواج أو الطلاق أو غيرهما…
فلا تتمسك بهذا التراث وتجعل نفسك في سجن مظلم وتحرم نفسك من نعيم الحرية.
شذرات فكرية يطلق لها عمر غازي العنان لتعانق نفوس القراء وتحاورهم في إطار خلق نقاش جدي حولها، وربما ما أثارني هو عنوان “لن تعود” خصص الكاتب للحديث عن تمسك البعض بإنجازات أسلافنا وبما حققته الحضارة الاسلامية والعربية.
كانت هذه إطلالة على كتاب “أسرار للنشر” عانق الكتاب وافتح دفتيه لتعرف مكنوناته.
💡 التقييم: ⭐⭐⭐
👍 الأثر الإيجابي: هذا الكتاب يعتبر قطعة شديدة الأهمية، ومن الجيد قراءته لأنه يعبر عن واقعنا المعاش، وهو ومضات إرشادية قدمها عمر غازي للشباب للنهل منها واختصار الطريق.
📜 الإقتباسات:
الحياة ما هي إلا مجموعة من التجارب، ولأنها عمر واحد، وحياة واحدة، فمن الجنون أن ندع الحياة لتجربتنا الشخصية وحدها.
إذا أردت أن تكون مؤثرا، احلم، آمن لحلمك، اعمل، لا تتوقف، تحفز لانتهاز الفرص فالفرصة قد لا تأتي إلا مرة واحدة.
استقوائك بفكر تحمله أو مجتمع يحتضنك لن يجعلك في مأمن من هيمنة القوى العالمية على محيطك الخارجي.