صدر حديثا عن دار اللؤلؤة للنشر والتوزيع في جمهورية مصر العربية، كتاب “قطط وافدة”، الكتاب يتناول العوامل المؤثرة في العلاقات بين الوافدين ومواطني الدول المستقبلة، وهو يقع في 148 صفحة من القطع الكبير.
مؤلف الكتاب، عمر غازي، هو كاتب وباحث، عمل في مجالات الإعلام والصحافة والإعلام الجديد والاتصال والعلاقات العامة من خلال مجموعة من المؤسسات الإعلامية ومراكز الأبحاث، وكان لافتا في توطئة الكتاب طلب المؤلف ألا يصدر أحد من القراء حكما مسبقا على الكتاب قبل أن ينتهي منه، وهي الغاية التي سيكتشفها القارئ بنفسه فور الانتهاء من الكتاب كاملا.
يشير المؤلف في البدء أن ظاهرة السخط المتوفرة في العلاقات بين الوافدين والمواطنين، بدأت كخاطرة في ذهنه، تطورت مع الأحداث إلى مقال فدراسة، ثم أضحت كتابا مع مرور الوقت وتوالي الأزمات المؤثرة في هذه العلاقات.
ويقر غازي في بداية كتابه أن هناك علاقة لا يسودها الوئام في كثير من الأحيان بين العمالة الوافدة، ومجتمع البلدان المستقبلة، وإن لبست ثوبًا آخر في ظاهرها، وهذا ليس تهويلا أو ادعاء بقدر ما هو ظاهرة توارثتها عقود الزمان. وانطلاقا من هذه المعضلة تحرك الباحث نحو مشروعه الذي حمل عنوان “قطط وافدة”.
منذ الفصل الأول، بل ومن المقدمة، يحرص المؤلف على أن يقدم لنا الصورة من طرفي النقيض، فيضع نفسه مكان الوافد، ثم يعيد تموضعه بدلا من المواطن، مستفيدا من كونه وافدا، وفي نفس الوقت أقرب ما يكون إلى المواطن بحكم المدة الكبيرة التي قضاها في المملكة العربية السعودية والتي تصل إلى نحو ربع قرن، جعلته يجمع بين ما يخالج الوافد وما يقلق المواطن.
الكتاب يتكون من 4 فصول يصحبنا خلالها المؤلف من فصل إلى آخر بسلاسة في إطار عرض موضوعي للقضية محل النقاش، دون إغفال الجوانب النفسية والاجتماعية مع الجوانب الاقتصادية التي كثيرا ما يهتم بها كل من يتعرض لهذه القضية، على حساب الجوانب الأخرى.
يعرض المؤلف في فصوله محاولة مجتهدة للوقوف على أسباب حالة الغضب أو السخط “بتعبير المؤلف” المتفشي بين طرفي القضية محل النقاش: الوافدون والمواطنون. ومن اهم ما يميز هذه المحاولة أنها لم ترتكز على الأسباب المادية الاقتصادية فقط، بل أولت اهتماما كبيرا للظروف والمشكلات الاجتماعية والحالة النفسية للوافدين والمواطنين، خاصة أن هذه الظروف وتلك الحالة لهما أكبر الأثر في المشكلة.
وبعد سرد مفصل ومبسط لأهم أسباب الاحتقان بين الوافدين والمواطنين، ينقلنا المؤلف إلى فصل جديد لا يقل أهمية عن سابقيه، بل يمكن القول إنه أهم ما في الكتاب، فمجرد سرد المشكلة رغم أهميته خاصة مع إتباع منهج مبتكر لرصدها، هذا الرصد ما كان له أن يكون قيما إلا بالفصل الرابع من الكتاب، المختص بمجموعة من التوصيات التي يقدمها المؤلف لطرفي الظاهرة، بعد مجموعة من النصائح والتوصيات العامة للطرفين، ثم مجموعة توصيات لكل طرف على حدة.