عمر غازي
أُحادثُ وجعي كأنّي أنا
وصوتي من صمتهِ قد دنا
أدلّلهُ كلّما ضاق بي
كأنّي تعوّدتُ أن يمتحنا
أعودُ إليه إذا ضاعَ دربي
كأنّ الخطى فيه قد ائتَمنَا
يجيءُ إليّ إذا غبتُ عنّي
ويجلسُ في القلبِ مُطمئنًا
سألتهُ: لمَ لا ترحلُ الآن؟
فقال: لأنكَ منّي… أنا
فصِرنا رفيقين، ما عدتُ أهربْ
ولا هو يُخفي بأنّي أنا
**
إذا ما ابتسمتُ، تبسّمَ صمتي
كأنَّ الأسى فيه قد أذعنا
وإنْ نمتُ، مدّ على الروحِ ظلهْ
فغنّى النعاسُ لهُ مُغنّنا
يسامرُ نبضي، ويَخشى سكوتي
ويَفهمُ ما خفتُ أن يُعلنا
يُعلّمني كيف أصغي لروحي
وكيفَ أرى الحلمَ مُرتهنًا
فلا الليلُ يخفى عليّ كوجهٍ
ولا الفجرُ يُخدعني معلنًا
ولكنني، ذات يومٍ سألتهُ
أحقًّا أُحبّك؟ أم أستكنّا؟
فأطرقَ مثلَ ارتجافِ المدى
وصارَ كصوتِ المطرِ إن دنا
**
فيا أيها الألمُ العارفُ المُرّ
يا من سكنْتَ بقلبي سَنَنَا
أأنتَ ابتلاءٌ كما يدّعون؟
أمِ النورُ حين يُغشّي العَنا؟
دعونا نقولُ: هو الصحوُ فينا
إذا اشتدّ ليلٌ بنا أو جنا
فلا تسألوا من أدمنَ الألم
عنِ الحبِّ… إلا إذا ما انثنى