رُبَّما..

عُمر غازي

رُبَّما لو سَلَكْتُ دربًا خَفِيًّا
تغيَّرَ في داخلي ما استَقَرْ

رُبَّما لو نَطَقْتُ، لانشقَّ صَمتي
وأزهَرَ في مهجتي ما اندَثَرْ

غيرَ أنّ الذي لم يَكُن صارَ ثِقْلًا
يُلاحِقُني… كُلَّما أُختَبَرْ

رأيتُهُ في ارتجافِ الزوايا
وفي صَمتِ نافذةٍ تُعتَصَرْ

وأدرَكتُ أنّي نَجَوْتُ بوجعي
وأنَّ الرّجاءَ هو المُستَتِرْ

إذا قُلتُ: ها الضَّوْءُ… صاحَ الظَّلامُ
وقالَ: تأخّرتَ… فاحْتَضِرْ

وإن رَفْرَفَتْ بي ظُنونُ النَّجاةِ
أغرَقَتني رياحُ الحَذَرْ

ما كُلُّ “رُبَّما” تُنقِذُ الغارقينَ
ولا كُلُّ جُرْحٍ له مُنْحدَرْ

وما كُلُّ يَقظةٍ تُنهي التِّيهَ
وقد يُوقِظُ الوَعيُ نَفْسَ الخَطَرْ

فلا تسأَليني عن بابٍ تَرَدَّدْ
فإنِّي إذا خُيِّرْتُ… انكَسَرْ

ولي في الرَّجاءِ ارتِباكٌ دَفينٌ
يُقالُ إذا اختَنقَ المُعتَذِرْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *