عندما نام العُمر

عمر غازي

سَنينُ عُمريَ… كالندى، ما عادَ منها غيرُ ما ذَبَلَ
وخطايَ تسألُ عن دروبٍ لمْ تزلْ… لمّا اكتملَ
في كلِّ نافذةٍ وقفتُ، ألوّحُ حلمي للفضاءِ وما وصلْ
لكنني… ما كنتُ أدري أن للحلمِ الأجلْ
أضعتُ وجهي في المرايا
كلُّ ما فيَّ ارتحلْ
قد كنتُ أملكُ ألفَ نجمٍ في سماءِ الأمنياتْ
واليومَ وحدي… والظلالُ مواسمٌ لا تنجلي
قالوا: غدُك مؤجلٌ
فمضيتُ ألهثُ… والنوافذُ لا تُطلْ
حتى الحنينُ… يمرُّ بي
كغريبِ أمسٍ لا يُقلْ
يا أيّها العمرُ الذي
نامتْ لياليه العِجافْ
كم قلتَ لي: امضِ وابتسمْ
وغدًا سيورقُ ما خَفَافْ
لكنني عبرتُ دهري حافيًا
وجنيتُ من وهمِ الرؤى شوكًا… وجفافْ
كلُّ الذين عرفتهم
رحلوا كأنّ الود ذنبٌ لا يُعافْ
والآنَ أجلسُ عند أعتابِ النهايةِ… في وجلْ
قد كنتُ أعلمُ أنني يومًا سأرحلُ دونَ حَلْ
لكنني ما كنتُ أُدرك
أنَّ الرحيل… هو الأملْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *